المجزوءة الثانیة : تصفیة الإستعمار و بروز العالم الثالث
الأربعاء يونيو 18, 2014 1:22 am
المجزوءة الثانیة : تصفیة الإستعمار و بروز العالم الثالث
مقدمة :
ساھمت عدة عوامل في تصفیة الاستعمار التي أدت إلى نشأة دول العالم الثالث و حركة عدم الانحیاز .
- ما ھي أسباب و مراحل تصفیة الاستعمار ؟
- ما ھي مشاكل العالم الثالث و جھود التغلب علیھا ؟
- ماذا عن حركة عدم الانحیاز و باقي التكتلات الإقلیمیة ؟
أسباب ومراحل تصفیة الاستعمار :
ساھمت مخلفات الحرب العالمیة الثانیة في تصفیة الاستعمار:
* أضرت الحرب العالمیة الثانیة اقتصادیا واجتماعیا وبشریا بالدول الاستعماریة، واستنزفت قواھا العسكریة . كما أدت ھذه
الحرب إلى تزاید الاستغلال الاستعماري. في ظل ھذه المعطیات ،انتقلت الحركات الوطنیة في المستعمرات من المطالبة
بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال ، ولجأت إلى أسلوب الكفاح المسلح بعد فشل العمل السیاسي.
*لإضعاف الدول الاستعماریة الكبرى، طرح الاتحاد السوفیاتي و الولایات المتحدة الأمریكیة مبدأ حق الشعوب في تقریر
مصیرھا.
. * اھتمت ھیأة الأمم المتحدة بتصفیة الاستعمار فأصدرت قرارا في ھذا الشأن سنة 1960
* في سنة 1955 انعقد مؤتمر باندونغ ( مدینة بأندونیسا ) للدول الأفروآسیویة ( الإفریقیة الآسیویة ) الذي أصدر عدة
قرارات منھا : التأیید الكامل لمبدأ حق الشعوب في تقریر مصیرھا، ومعاداة الاستعمار، ومناھضة التمییز العنصري.
مرت تصفیة الاستعمار بعدة مراحل:
1947 : استقلت سوریا ولبنان ، كما استقلت بلدان العالم الھندي :حیث ظھرت الحركة الوطنیة - في مرحلة 1945
الھندیة بزعامة غاندي الذي دعا إلى مقاطعة المنتوجات الأجنبیة والإدارة الاستعماریة ،والاعتماد على الإمكانات الذاتیة
،والتعایش بین الطوائف الدینیة .
1954 : استقلت لیبیا ومصر وبلدان الھند الصینیة من بینھا : الفیتنام حیث برز ھوشي - في مرحلة 1948
كزعیم للمقاومة المسلحة متبعا أسلوب حرب العصابات. Hochi Minh منھ
1959 : استقلت بعض الدول الإفریقیة وھي السودان، المغرب ، تونس . - في مرحلة 1955
1966 : استقلت أغلب دول إفریقیا السوداء بفضل كفاح الحركة الوطنیة التي قادھا بعض الزعماء - في مرحلة 1960
. Patrice Lumumba من بینھم الزعیم الكونغولي باتریس لومومبا
1975 : استقلت باقي دول إفریقیا السوداء ، كما استقلت إمارات الخلیج العربي . - في المرحلة 1967
استنتاج : تلخصت نتائج تصفیة الاستعمار في نشأة دول العالم الثالث وتأسیس حركة عدم الانحیاز.
مشاكل العالم الثالث وجھود التغلب علیھا :
عانت دول العالم الثالث من مشاكل التخلف وعدم الاستقرار السیاسي :
* مشاكل اقتصادیة : وتتمثل في ازدواجیة الفلاحة ( تقلیدیة و عصریة) وضعف حركة التصنیع، وعجز المیزان التجاري،
وتراكم الدیون الخارجیة، والتبعیة الاقتصادیة.
* مشاكل اجتماعیة : منھا ضعف مستوى عیش أغلب السكان ، وارتفاع نسبة الفقر والأمیة، وعدم كفایة الأطر والخدمات
الصحیة ، ونقص وسوء التغدیة.
* مشاكل سیاسیة : عدم الاستقرار السیاسي ، التدخلات العسكریة الأجنبیة .
نھجت بعض دول العالم الثالث سیاسات تنمویة ناجعة :
* أقرت المكسیك وبلدان العالم الھندي ما عرف باسم "الثورة الخضراء" التي استھدف ضمان الأمن الغذائي لعدد السكان
المتزاید وذلك باستغلال البحث العلمي لإنتاج حبوب مھجنة ذات إنتاجیة عالیة إلى جانب استعمال التقنیات والأسالیب الحدیثة
والاھتمام بمشاریع السقي
* خلال الستینات والسبعینات من القرن 20 ، دخلت بعض بلدان العالم النامي مرحلة التصنیع من بینھا : كوریا الجنوبیة
وتایوان والبرازیل . فشھدت ھذه الدول نموا صناعیا سریعا وأصبحت منافسا خطیرا للدول الصناعیة الكبرى.
حركة عدم الانحیاز والتكتلات الإقلیمیة في العالم الثالث :
تكتلت دول العالم الثالث سیاسیا داخل حركة عدم الانحیاز :
* وضعت اللبنات الأولى لحركة عدم الانحیاز في مؤتمر باندونغ 1955 .وتعزز ظھور ھذه الحركة بفضل جھود بعض
الزعماء من أشھرھم الرئیس الھندي نیھرو والرئیس المصري جمال عبد الناصر والرئیس الیوغوسلافي جوزیف تیتو.
* بموجب مؤتمر بلغراد لسنة 1961 ، تأسست رسمیا حركة عدم الانحیاز التي قامت على خمس مبادئ ھي: اتخاذ موقف
محاید من الصراع الدائر بین الكتلتین - عدم الانضمام إلى أي حلف عسكري تابع لھما - عدم عقد اتفاقیة ثنائیة مع دولة
كبرى - عدم السماح لدولة أجنبیة بإقامة قواعد عسكریة فوق أراضیھا - تأیید حركات الاستقلال الوطني.
إلى جانب حركة عدم الانحیاز ، شكلت دول العالم الثالث تكتلات إقلیمیة :
* إذا كانت دول العالم الثالث قد انخرطت كلھا في حركة عدم الانحیاز، فإنھا في نفس الوقت انقسمت إلى منظمات إقلیمیة من
أھمھا:
- منظمة الوحدة الإفریقیة التي تأسست سنة 1963 وضمت دول القارة الإفریقیة
- منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست سنة 1972 وشملت بلدان العالم الإسلامي.
- جامعة الدول العربیة التي تأسست سنة 1945 وتألفت من الدول العربیة.
* طرحت ھذه المنظمات مجموعة من المبادئ والأھداف من بینھا المساواة في السیادة بین دول الأعضاء، وعدم التدخل في
الشؤون الداخلیة، وحل النزاعات بالطرق السلمیة ، والاعتراف بحق الشعوب في تقریر مصیرھا، ومناھضة الاستعمار ،
وتعزیز التعاون بین الدول الأعضاء ودعم السلام والأمن الدولیین.
خاتمة : رغم حصولھا على استقلالھا ، لا تزال دول العالم الثالث تعاني من التبعیة ومشاكل التخلف الاقتصادي والاجتماعي.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى