درس السعادة
الثلاثاء أبريل 15, 2014 1:02 am
1) تمثلات السعادة. السعادة
2) البحث عن السعادة.
3) السعادة و الواجب.تقديم:
لیس یخفى، أن الفلسفة تنقسم إلى ثلاثة مباحث كبرى وھي : مبحث المعرفة ومبحث الانطولوجیا ومبحث القیم . ویطرح كل واحد من ھذه المباحث جملة مفاھیم
وإشكالات. ومن بین جملة تلكم المفاھیم التي یطرحھا مبحث القیم، نلفي مفھوم" السعادة ". فما ھي دلالة ھذا المفھوم ؟
الدلالة المتداولة:
یتباین الناس في تمثلھم للسعادة، فمنھم من یرى السعادة في الصحة ، ومنھم من یراھا في المال، ومنھم من یراھا في الصداقة، ومنھم من یراھا في راحة
البال، ومنھم من یراھا في تلبیة كاملة للرغبات، وتحقیق المتعة في شتى أشكالھا … والعلة في اختلاف الناس في تمثلھم للسعادة ھو جانب النقص الذي یعاني منھ كل
إنسان، فالفقیر یرى السعادة في المال، والمریض یرى السعادة في الصحة، والأعزب یرى السعادة في الزواج وھكذا…
ھذا، ویلفت الانتباه في تمثلات الناس للسعادة، أنھ یغلب علیھا الجانب المادي الذي یقترن بما ھو إرضاء للحواس.
الدلالة اللغوية :
أ- لسان العرب : ابن منظور
جاء في" لسان العرب" : سعد السعد بمعنى الیمن، وھو نقیض النحس. والسعود خلاف النحوسة، والسعادة خلاف الشقاوة . ونقول سعد یسعد سعدا وسعادة
فھو سعید ، نقیض شقي والجمع سعداء .
ویشتق من نفس الجدر ثلاثة ألفاض تشترك في نفس المعنى وھي : الساعد والسعدان والسعد.
فلفظ الساعد یدل أولا، على ساعد الإنسان أو الطیر أو القبیلة : فساعدا الإنسان ذراعاه ، وساعدا الطائر جناحاه ،وساعد القبیلة رئیسھا. ویدل ثانیا، على مجرى
المیاه ، فسعید المزرعة نھرھا الذي یسقھا. ویدل ثالثا ، على مخرج اللبن في الناقة . أما لفظ السعدان فیدل على نبات ذي شوك من أطیب مراعي الإبل. وأما لفظ السعد فیدل
على الطیب ذي الرائحة الزكیة.
إن ما یمكن استنتاجھ من ھاتھ الدلالات ھو :
أولا : اقتران السعادة بالإرضاء و الارتواء. فالنھر الذي یسقي المزرعة یرویھا، ولبن الناقة یروي ویشبع صغیرھا، ومنبت شوك النخل یشبع جوع الإبل، والطیب یشبع
النفس برائحتھ العطرة.
ثانیا : اقترانھا بالعضوین اللذین یدبران الجسد، وھما: الساعدان.
ومن ھنا یكتسب الیمن دلالتین :
الأولى : تشیر إلى ما ھو مادي محسوس، وتتمثل في الإرضاء والإشباع.
الثانیة : تومئ إلى ما ھو عقلي، وتتمثل في التدبیر، فعمدة المدینة وساعدھا ھو رئیسھا وعقلھا المدبر لشؤونھا والمسیر لھا نحو ما ھو أفضل لھا. ولا یمكن في ھذا
السیاق تصور سعادة بدون تعاون واجتماع.
یتضح من كل ما سبق، أن التعریف اللغوي للسعادة قد وسع من دلالتھا، بشكل جعلھا تنفتح على عنصر لا مادي، من طبیعة عقلیة واجتماعیة وسیاسیة تتعلق
بالتفكیر والتدبیر.
الدلالة الفلسفیة :
06633]المعجم الفلسفي : جمیل صلیبا [color=#006600]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى