تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
الثلاثاء أبريل 15, 2014 5:20 pm
تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
تمهيد وإشكال:
تهيكل ظاهرة العولمة المجال العالمي وتقسمه إلى مجموعات مجالية متباينة في مظاهر تنميتها الاقتصاديةوالاجتماعية ورغم ذلك توجد ترابطات بين مختلف تلك المجالات في ميادين مختلفة.
فما واقع تنظيم المجال العالمي وتفاوتا ته ومعايير تصنيفه في إطار العولمة ؟
ما أهم الترابطات بين مختلف المجالات العالمية وانعكاساتها؟
المقطع الأول: واقع تنظيم المجال العالمي وتفاوتا ته ومعايير تصنيفه في إطار العولمة:
النشاط الأول: واقع تنظيم المجال العالمي
ينتظم المجال العالمي في إطار العولمة حول المجالات التالية:
المجالات المهيمنة: تتكون من دول الثالوث الغنية ) الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي واليابان( و
تمارس هيمنة مالية وصناعية وتجارية وثقافية على المجالات الأخرى
ماليا: تتجلى مظاهر الهيمنة المالية في اعتماد الدولار والأورو عملات رئيسية في المعاملات الدولية
والاستحواذ على 27 % من الناتج الوطني الخام علاوة على التحكم في بورصات القيم الدولية كبورصة
نيويورك وطوكيو وباريس إضافة إلى الاستحواذ على 09 % من المعاملات المالية الدولية.
صناعيا: احتكار دول الثالوث للصناعات الالكترونية الدقيقة والاستحواذ على 58 % من الإنتاج الصناعي
العالمي ناهيك عن فتح فروع للشركات متعددة الجنسيات في مختلف أنحاء العالم
تجاريا: احتكار دول الثالوث ل 58 % من المبادلات التجارية الدولية واعتمادها على تصدير المواد عالية
القيمة واستيراد مواد أولية ذات قيمة إضافية منخفضة مما ينعكس إيجابا على وضعية الميزان التجاري.
ثقافيا: تحكمها في وسائل الإعلام المختلفة )الإنترنت، القنوات الفضائية...(التي تساهم في نشر الثقافة الغربية
نتيجة لذلك فدول الثالوث تتوفر على مؤشرات عالية بخصوص الوضعية الاجتماعية للسكان فنسبة
التمدرس تصل ببعض الدول إلى 00 % كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والنرويج ... كما أن
نسبة البحث العلمي مرتفعة ووصلت باليابان مثلا 1.3 % وتجاوز معدل الدخل الفردي 11779 دولار
للفرد في السنة بدول أمريكا الشمالية.
المجالات المندمجة: تتميز باندماجها في العولمة وتتكون من الدول الثالية :
دول مستقلة في بناء نهضتها الاقتصادية تتكون من الدول الصناعية الجديدة في سسيا وأمريكا يرتكز اقتصادها
أساسا على تصنيع المواد الأولية وعلى تصدير مواد إلكترونية دقيقة وتتميز بقدرتها على استقطاب
الاستثمارات الأجنبية كما تتوفر على شركات تجارية عالمية وترتبط بعلاقات متوازنة نسبيا مع المجالات
المهيمنة وعلى المستوى الاجتماعي تتوفر على مؤشرات عالية بخصوص التنمية البشرية معدل الدخل الفردي
مثلا يصل إلى أزيد من 71999 دولار للفرد في السنة
دول خاضعة لتأثير الدول الكبرى تضم الدول البترولية ورابطة الدول المستقلة وبعض الدول النامية
الدول البترولية : يعتمد اقتصادها أساسا على تصدير المواد التكريرية تتوفر على مؤشرات مرتفعة في
مؤشر التنمية البشرية حيث و صل بالمملكة العربية السعودية مثلا 9.51 سنة 7998
رابطة الدول المستقلة: بلدان اشتراكية بصدد بناء اقتصادها على النمط الأوربي إلا أن مساهمتها في
نظام العولمة ضعيفة )مساهمتها في التجارة الدولية لاتتجاوز 1 % ولا تستقطب إلا 2.1 % من
الاستثمارات الدولية (
الدول النامية: بلدان ذات نمو اقتصادي متوسط يعتمد على الصناعات الاستهلاكية مبادلاتها التجارية
غير متكافئة مع المجالات المهيمنة وتعاني من ثقل المديونية الخارجية وهي بلدان تقدمت في انخراطها
في نظام العولمة لكنها تواجه عدة صعوبات كما أن أوضاعها الاجتماعية متدهورة خاصة عندما يتعلق
الأمر بالوضعية التعليمية والصحية ومعدل الدخل الفردي.
المجالات في طور الاندماج: تتكون على الخصوص من الدول الفقيرة معظمها بإفريقيا جنوب الصحراء وهي بلدان
تتلقى سثار العولمة دون تنمية نسبة مساهمتها في التجارة الدولية 9.2 % نسبة الاستثمارات الوافدة عليها
لاتتجاوز 3.8 % ويقتصر نشاطها الاقتصادي على تصدير المواد الأولية ويعاني ميزانها التجاري من عجز كبير
بسبب ثقل المديونية أما أوضاعها الاجتماعية فتتميز بالتدهور الكبير خاصة وأن معدل الدخل الفردي لايتجاوز
في أحسن الأحوال 3999 دولار للفرد في السنة
النشاط الثاني: معايير تصنيف المجال العالمي :
من أهم المعيير المعتمدة في تصنيف المجال العالمي نذكر:
.3 معدل الدخل الفردي: مكن حساب هذا المؤشر من التمييز بين مجموعة من البلدان هي الدول الغنية التي يتجاوز
فيها معدل الدخل الفردي أكثر من 79999 دولار للفرد في السنة من بينها دول الثالوث ثم هناك الدول
النامية ذات الدخل الفردي المتوسط والذي يتراوح بين 39 و 79999 دولار مثل المغرب السعودية وجنوب
إفريقيا وأخيرا الدول الفقيرة التي يقل فيها المعدل عن 3999 دولار كإثيوبيا
.7 مؤشر التنمية البشرية: يمكن أن نميز في هذا المؤشر مابين دول ذات مؤشر مرتفع يتجاوز 0 .8 من أهمها دول
الثالوث ودول ذات مؤشر متوسط يتراوح مابين 9.8 و 9.2 من بينها المغرب البرازيل السعودية وأخيرا دول ذات
مؤشر ضعيف يقل عن 9.8 من بينها دول افر يقيا جنوب الصحراء
.1 التحالفات السياسية: وفق هذا المعيار أصبح المجال العالمي ينتظم حول مجموعة من التحالفات السياسية منها
منظمة الجامعة العربية، منظمة الدول الأمريكية، منظمة الحلف الأطلنتي ، منظمة سسيان ، منظمة الاتحاد
الافريقي...
المقطع الثاني: الترابطات بين المجالات العالمية
النشاط الأول: الترابطات البشرية
تساهم التدفقات البشرية في تنظيم المجال العالمي ومن أهم هذه التدفقات نجد:
الهجرات الدولية: أثرت الهجرات الدولية على ترابط المجال العالمي وأصبحنا نميز بين أقطاب مرسلة للهجرة من
أهمها بلدان العالم الثالث وأقطاب مستقبلة للهجرة من أهمها دول الثالوث الغنية وتتخذ الهجرة بين تلك الأقطاب عدة
أشكال من أبرزها الهجرة السرية وهجرة الموميسات وهجرة الأدمغة.
السياحة الدولية : تساهم السياحة الدولية هي الأخرى في خلق روابط بين مختلف مجالات العالم وتشكل مناطق
الثالوث الغنية أهم الأقطاب المرسلة للسياح في حين تزدهر السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية بعدة مناطق أخرى
كالمجال المتوسطي و جنوب شرق سسيا.
النشاط الثاني: الترابطات الاقتصادية )تجارية، مالية، تكنولوجية وغذائية (
تتمثل الترابطات التجارية بالأساس في حاجة دول الثالوث للمواد الأولية والطاقية التي تنتجها الدول النامية وفي
حاجة هذه الأخيرة للمنتجات عالية التكنولوجيا التي تنفرد المجالات المهيمنة في انتاجها وهكذا تساهم هذه الوضعية
في خلق روابط بين مختلف مناطق العالم مع هيمنة كبيرة للأقطاب الاقتصادية الثلاثة وتتمثل الروابط المالية في
المساعدات المالية والقروض وخدمات الدين والإيداعات التي تقدم لعدة دول في العالم من طرف المؤسسات الدولية
وتتلخص الترابطات التكنولوجية في انقسام العالم إلى قسمين عالم متقدم ينتج التكنولوجيا وعالم متخلف مستهلك
لها ويمكن إجمال الترابطات الغذائية في حاجة العالم النامي للمواد الغذائية الأساسية وحاجة العالم المتقدم للمنتجات
الغذائية المدارية.
النشاط الثالث: دور الشركات العالمية والمنظمات الدولية في خلق روابط بين المجالات العالمية:
تساهم الشركات متعددة الجنسيات في تنظيم المجال العالمي ومن أهم هذه الشركات نجد Exxon mobil, wal-mart, général motorrs, chevron ... وهي شركات يفوق رقم معاملاتها الدخل الوطني الخام لبعض الدول
و تستغل نفوذها الاقتصادي لإبراز مكانتها العالمية. كما تساهم المنظمات العالمية هي الأخرى في خلق روابط بين
مختلف مناطق العالم ومن بينها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمنظمة العالمية للتجارة وصندوق النقد الدولي
وكلها منظمات ساهمت في خلق تغيير جذري للاقتصاد العالمي فالتدخلات المالية لصندوق النقد الدولي مثلا كانت
تتحدد دائما من معايير جيوسياسية وجيواقتصادية ومكنتها أزمة تمويل البلدان النامية من فرض شروط التقويم
الهيكلي.
خاتمة: إن مواجهة الآثار السلبية للعولمة بالنسبة لدول الجنوب يحتم عليها التعاون فيما بينها و المرور من
حلقات مترابطة انطلاقا من الصعيد الوطني ومرورا بالميدان الجهوي والمجال القاري وبين القاري وانتهاء بالمستوى
الأشمل لتضامن أقوى جنوب – جنوب
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى