في طنجة ، إسباني في الریف و الساقیة الحمراء و وادي الذھب و طرفایة و إفني ، فرنسي في باقي التراب الوطني .
- ما ھو السیاق التاریخي العام لفرض نظام الحمایة ؟
- ما ھي أجھزة و مؤسسات نظام الحمایة ؟
- ما ھي مراحل الاحتلال العسكري و أھم حركات المقاومة المسلحة المغربیة ؟
السیاق التاریخي العام لفرض نظام الحمایة :
مھدت الأزمات الداخلیة والضغوط الخارجیة لفرض الحمایة على المغرب :
* بعد وفاة باحماد ، واجھ السلطان المولى عبد العزیز عدة مشاكل منھا :
- أزمة مالیة حادة تمثلت في فراغ خزینة الدولة و ارتفاع النفقات. فاضطر المغرب إلى الاقتراض من الدول الأوربیة
بشروط مجحفة . في نفس الوقت أقر السلطان المولى عبد العزیزضریبة الترتیب غیر أن الطبقة الغنیة أبطلت تطبیقھا .
- ثورات في بعض المناطق من أبرزھا ثورة بوحمارة ، و ثورة الریسوني .
* تمھیدا لاحتلال المغرب ،عقدت فرنسا صفقات استعماریة مع كل من إیطالیا وبریطانیا وإسبانیا .مما أثار معارضة ألمانیا
،وبالتالي انعقد مؤتمر الجزیرة الخضراء ( الخزیرات ) سنة 1906 الذي اتخذ عدة قرارات من أبرزھا الاعتراف لفرنسا
وإسبانیا بحق التصرف بالمغرب ،وإنشاء بنك المغرب الذي أسندت إدارتھ لبنك باریس، وإقرار الحریة والمساواة الاقتصادیة
للدول الغربیة في المغرب ،والسماح للأجانب بشراء الممتلكات، وإلزام الدولة المغربیة بتشیید شبكة حدیثة للمواصلات.
*حاول السلطان المولى عبد العزیز تطبیق مقتضیات مؤتمر الجزیرة الخضراء، فقام علماء فاس بإبعاده سنة 1908
وتعیین مكانھ أخیھ المولى عبد الحفیظ . لكن ھذا الأخیر لم یستطع بدوره التصدي للأطماع الأجنبیة . . فكانت النتیجة
. فرض الحمایة على المغرب منذ سنة 1912
: فرضت الحمایة الأجنبیة على المغرب سنة 1912
* في 30 مارس 1912 تم التوقیع على معاھدة الحمایة الفرنسیة التي نصت على قیام الاستعمار الفرنسي بإصلاحات
إداریة واقتصادیة ومالیة وعسكریة وقضائیة وتعلیمیة، وتعیین المقیم العام الفرنسي، والسماح لفرنسا بالاحتلال العسكري
للمغرب ، والحفاظ على سیادة السلطان والعقیدة الإسلامیة.
* اتفقت فرنسا مع إسبانیا على إجراءات تنفیذ الحمایة في منطقة الاحتلال الإسباني شمال المغرب و وضع طنجة تحت
النفوذ الدولي.
أجھزة ومؤسسات نظام الحمایة بالمغرب :
تدرجت مستویات أجھزة ومؤسسات الحمایة الفرنسیة بالمغرب :
* على المستوى المركزي : كان المقیم العام الفرنسي یدیر الشؤون الھامة في المغرب ویشرع القوانین ویصادق علیھا ،
ویعتبر لیوطي ھو أول وأھم مقیم عام فرنسي بالمغرب . في المقابل اكتفى السلطان المغربي بالسلطة الدینیة وبالتوقیع على
القوانین التي یصدرھا المقیم العام الفرنسي .
* على المستوى الإقلیمي والجھوي قسمت منطقة النفوذ الفرنسي إلى سبعة أقالیم یرأس كل منھا موظف سام فرنسي.
* على المستوى المحلي : قسم كل إقلیم إلى دوائر حضریة وقرویة یرأس كل منھا موظف مغربي یعرف باسم الباشا أو
القائد.
قلدت الحمایة الإسبانیة نظریتھا الفرنسیة مع بعض الاختلافات :
* على المستوى المركزي : احتكر المندوب السامي الإسباني السلطة الفعلیة تاركا سلطة شكلیة لخلیفة السلطان.
* على المستوى المحلي : كان القنصل الإسباني یشرف على المدن التي یحكمھا الباشوات، كما كان الضابط العسكري الإسباني
یشرف على البوادي التي یرأسھا القواد.
خضعت طنجة لتنظیم دولي :
* تولى مندوب أجنبي إدارة شؤون مدینة طنجة وذلك بمساعدة سفراء وقناصل الدول الغربیة وأعیان المدینة.
* عرفت طنجة في عھد الحمایة تمركز الجالیة الأجنبیة وفي طلیعتھا الإسبان والفرنسیون .
الاحتلال العسكري والمقاومة المسلحة المغربیة :
مر الاحتلال العسكري للمغرب بمراحل معتمدا على وسائل مختلفة :
* یمكن تحدید مراحل الاحتلال العسكري للمغرب على النحو الآتي :
- قبل 1912 : احتلت فرنسا المغرب الشرقي والمناطق الممتدة من الدار البیضاء إلى فاس.
1914 : سیطرت فرنسا على المناطق الواقعة غرب جبال الأطلس. - - في الفترة 1912
1920 : استولت فرنسا على الأطلس المتوسط والأطلس الكبیر. - - في الفترة 1914
1926 : احتلت إسبانیا المنطقة الشمالیة. - - في الفترة 1921
1934 : استولت فرنسا وإسبانیا على المناطق الصحراویة - - في الفترة 1931
* اعتمد الاحتلال العسكري للمغرب على عدة وسائل من أبرزھا :
- جیش ضخم مجھز بأسلحة حدیثة .
- اتباع سیاسة الأرض المحروقة ( إحراق المحاصیل الزراعیة لتجویع السكان ولإرغام المقاومین على الاستسلام).
- نھج سیاسة بقعة الزیت ( بث النزاعات القبلیة)
- الاعتماد على الأعیان الذین یمثلون عملاء الاستعمار وعلى رأسھم الكلاوي.
تعددت حركات المقاومة المسلحة المغربیة :
* قاد أحمد الھیبة المقاومة المسلحة في الجنوب ،واتخذ تزنیت مقر لحركتھ، ونظم حملة عسكریة دخل بھا مراكش. ومنھا
حاول التوجھ
إلى الدار البیضاء لتحریرھا من الاستعمار الفرنسي ،لكنھ انھزم في معركة سیدي بوعثمان ، فلجأ إلى الجنوب وظل یقاوم
. حتى وفاتھ ( 1919 ) ،حیث خلفھ أخوه مربیھ ربھ الذي استمر في المقاومة إلى غایة 1934
* تزعم موحا أو حمو الزیاني المقاومة المسلحة في الأطلس المتوسط ، وانتصر على الجیش الفرنسي في معركة الھري سنة
. 1914 ، وظل یقاوم حتى استشھاده سنة 1921
* تولى عسو أوبسلام قیادة المقاومة المسلحة التي شنتھا قبائل أیت عطا بالأطلس الكبیر وجبل صاغرو فتمكنت من ھزم
. الجیش الفرنسي في معركة بوكافر سنة 1933
* بالنسبة لمنطقة الریف، فقد عرفت، في البدایة ، مناوشات عسكریة تولى قیادتھا محمد امزیان وعبد الكریم الخطابي الأب.
وبوفاة ھذا الأخیر تبلورت المقاومة المسلحة على ید محمد بن عبد الكریم الخطابي الذي اتبع أسلوب حرب
العصابات فانتصرعلى الجیش الإسباني في معركة أنوال في سنة 1921 . وتحالفت القوات الفرنسیة والقوات الإسبانیة
) La réunion ،واضطر ابن عبد الكریم إلى تسلیم نفسھ ،فتم نفیھ سنة 1926 إلى جزیرة لارینیون
بالمحیط الھندي ) .
* تمیزت المقاومة المسلحة المغربیة بعدة خصائص من بینھا :شجاعة المقاومین، واستعمالھا الأسلحة الناریة التقلیدیة
والعصریة، والاعتماد على التنظیم القبلي،والتمركز في البوادي، وانعدام التنسیق بین حركات المقاومة.
خاتمة : بتوقف المقاومة المسلحة في ثلاثینات القرن العشرین، انطلقت الحركة الوطنیة المغربیة في إطار المقاومة
السیاسیة.